
يركز الشعراء خلال مدحهم للنبي صلى الله عليه وسلم في غالب أشعارهم، على أوصافه الخلقية وذلك لأنهم يشاهدون بشريته صلى الله عليه وسلم وما أعظمها؛
وقليل منهم من يمكنه مشهده من التطرق لمقامه الحقي.
وعادتي كمتطفل على مائدة اهل الحقيقة، في قراءاتي للمدائح النبوية، التفطن لمشهد الشاعر فإن لاحظت أن شعره يعكس شهوده للمرتبة الحقية للنبي صلى الله عليه وسلم أغراني ذلك على قراءه أشعاره.
ومن حسنات الفيس أن وجدت صفحة صديقي الغالي الدكتور آدي آدبه واطلعت على بعض قصائده الرائعة واستمعت لقراءات منه لبعض قصائده .
وتوقفت طويلا أمام قصيدته الرابعة:
مُحَمَّد: مُعْجِزةٌ فُصْحَى
لقد عكست هذه القصيدة شهود الشاعر فهو لا يمدح النبيَّ ﷺ بعبارةٍ تُقال، بل يستنطق الحروفَ نفسها لتشهد معه مقام الحقيقة المحمدية.
فهو يرى أن الألف والضاد والضوء والزهرة ليست ألفاظًا، بل مرايا تتجلّى فيها أنوار المصطفى.
إنه لا يكتب شعراً، بل يُصغي للحرف وهو يتحوّل إلى ذكرٍ ونور؛ فالحاء عنده حمد، والدال دين، والباء بركة، وكلّ حرفٍ ينفتح ليكشف سرًّا من أسرار الذات المحمدية.
وفي هذا الكشف يتبدّى أن الشاعر آدي آدبه، وهو في حال شهود عميق؛ يرى أن المدح ليس وصفًا، بل معراجٌ وإسراء، لأن الحقيقة المحمدية عنده هي مقام المنتهى الذي تنتهي إليه المعاني، وتذوب فيه الحدود بين الحرف والنور.
فالنصّ خلاصةُ ذوقٍ يقول:
إذا صَدَقَ القلبُ، تكلم الحرف، وإذا تجلّت الحقيقة المحمدية، صار المديح طريقًا إلى حضرة الإطلاق .
سلام عليك أيها الحواري السابح في مراتب الحقيقة.
وسلام عليك في إبداعاتك التي تنسجها مستظلا بسدرة المنتهى عليها السلام.
عرض أقل










