ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺳﺄﻟﺖُ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﺤﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴّﺰ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : " ﺻﺤﻴﺢ ﺇﻧﻬﻢ ﺍﺷﺘﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﻈﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻣﻦ ﻋُﺮﻑ ﺑﻤﻴﺰﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻫﻲ " ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ " ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﻸﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺆﻻﺀ، ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﻳﺪﻧﻬﻢ ﻭﻣﻴْﺴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﻪ ".
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺧﺒَﺮ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻭﻋﺎﺵ ﻣﻊ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ، ﻭﺷﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻝ .
ﻟﻘﺪ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ؛ ﻓﺎﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﺭﺍﺯﻛﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻤﻜﺘﺒﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻌﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻴﺪﺓ ﻣﻊ ﻣﻠﻮﻛﻪ ﺃﻧﺬﺍﻙ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﺭﺛﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱّ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻋﺴُﺮَ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ؛ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ﺍﻻﻭﺍﺋﻞ ﻭﺍﻷﻭﺍﺧﺮ، ﻓَﺬُﻛِﺮَ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺘﻰ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻳﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻮﺍﺯﻟﻴﺎ ﻣﻄﺎﻟﻌﺎ ﺣﺎﺩّ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ، ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ؛ ﻓﻌﺮَّﻑ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘُﺐَ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭﺓ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﺒﻌُﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲْ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﺯﻛﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻓﺘًﻰ ﻳﺄﻟﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺎ . ﻓﻔﻲ ﺑﻴﺖ ﺁﻝ ﺳﻴﺪﻳﻦَ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻐﻒ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﻓﺘﻰ ﻳُﻀَﻤِّﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻟﻌﻤﻪ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﺯﻛﻪ :
ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻣﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺩﻉْ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﻐﻨﻰ == ﻏﻨﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪ
ﻓﻘﻠﺖ ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺳﺎﻋﺔ == ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻲ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻋﻤﻲ ﺳﻴﺪﻱ
" ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺖ ﻓﻜﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﻮﻳﺼﻬﺎ == ﻭﻣﺎﺩﺕ ﺑﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻛﻞ ﻣﻤﻴـــــــﺪ
ﺗﺼﺎﻏﺮﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺪﻱ ﻭﺃﻫﻠــــــــــﻬﺎ == ﻭﺟﺌﺖ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻞ ﻣﺮﻳــﺪﻱ
ﻭﻧﻠﺖ ﻟﺬﻳﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﻭﺣــــﺪﻩ == ﻭﻛﻞ ﻟﺬﻳﺬ ﻏﻴﺮُﻩُ ﻛــــﻬَﺒﻴـــــــــــﺪ "
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﻮﺳﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻳﺤﻄﻮﻥ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﺘﺴﻌﻔﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﺄﺑﻴﺎﺕ ﺟﻴّﺪﺓ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺣﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺩﻳﺐ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻻﺑﻦ ﻓﺮﺣﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﺣﻤﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﺄﻋﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ﻭﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :
ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﺃﺳﻼﻓﻪ == ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻒ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﻦ ﺇﺳﻌﺎﻓﻪ
ﻟﻜﻦّ ﺗﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤـــــــــــﻜﺎﻡ ﻣﺒﺨﻠﺔ == ﻭﻟﺆﻟﺆ، ﻭﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺻﺪﺍﻓـــــــﻪ
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺎﺭ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺗﻠﻔــــــــﻪ == ﻟﻜﻦ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﻚ ﺇﺗﻼﻓـــــــــﻪ
ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻣﺪﺓ ﺍﻹﻋﺎﺭﺓ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺴﺘﺮﺩﻩ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻣﺘﻌﺐ ﺍﻷﻗﻼﻡ == ﺃﻗﻮﻯ ﻓﺄﻗﻮﺕ ﺑﻬﺠﺔ ﺍﻷﻳــﺎﻡ
ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺋﻨﺎ ﻣﺘﺒﺴــﻤﺎ == ﺑﻔﺮﻳﻀﺔ ﻭﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﺣﻜـــﺎﻡ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﺷﻨﻘﻴﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﺑﻮﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ، ﻗَـﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻲّ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ، ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﺎﻧﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﻴﻨﻲ " ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ، ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﻳﺎ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳـــــﻦ == ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻏﺮﺽٌ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﻴﻨﻲ
ﻋﻦ ﻛﻞ ﺣﺐ ﺑﻪ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺫﺍ ﻛﻠﻒ == ﻭﻛﺎﺩ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻗﺪ ﻛﺎﺩ ﻳﺴﻠﻴـــــــــﻨﻲ
ﻛﺄﻧﻜﻢ ﻭﻫﻲ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺮﻓﻌـــــﻮﺍ == ﻋﻠﻰ ﻇﻨﻮﻥ ﻓﺆﺍﺩ ﺫﺍﺕ ﺗﺤﺴﻴـــــﻦ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ : ﺃﻋﻄﻮﻩ ﻟﻪ .
ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﺳﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥَ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺲ - ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺣﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ، ﻭﺑﺎﺑﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ – ﻋﻦ ﻛﺘﺐ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺣﺎﻭﻻ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻭﺟﻬﺘﻲ ﻧﻈﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ، ﻳﻘﻮﻝ ﺣﺮﻣﺔ :
ﻣُﺮَﺍﺟِﻌُﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺭَﺍﺟِﻊِ ﺍﻟﻮَﻗﻒِ ﻗَﺪ ﺫَﻫَـــــﻞ == ﻭَﺳَﺎﻕَ ﻧُﺼُﻮﺻًﺎ ﻻَ ﺗُﺴَﺎﻋِﺪُﻩُ ﻓَــــــــــﺰَﻝ
ﺭَﻣَﻰ ﻣَﺎ ﺣَﻜَﻰ ﺍﻟﻤَﻮَّﺍﻕُ ﻣِﻦ ﻗَﻮﻝ ﻣَﺎﻟِﻚٍ == ﻓَﺄَﺷﻮَﻯ ﻣُﺼَﺎﺏَ ﺍﻟﻘَﻮﻝِ ﻭَﺍﺳﺘَﻨَﻮﻕَ ﺍﻟﺠَﻤَﻞ
ﻋَﻠَﻴﻚَ ﺑِﺘَﺤﻘِﻴﻖِ ﺍﻟﻤَﺒَﺎﻧِﻲ ﻓَﺈﻧَّـــــــــــﻪُ == ﺃﺑَﺎﻥَ ﻟَﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﻛَﻼَﻣِﻚَ ﻣِﻦ ﺧَـــــــــــﻠَﻞ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﻟﻠﻔﻴﺮﻭﺯﺑﺎﺩﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺤﻮﺯﺓ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺩﻳﺘﻪ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺗﺮﻛﺘﻪ .
ﻭ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻌﻼﻣﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻟﻠﺤﺞ ﺑﻜﺘﺐ ﻧﺎﺩﺭﺓ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻃﺒﻊ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﺑــ " ﺑﻮﻻﻕ " ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﻭﺭﺩ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ، ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ - ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻌّﻔﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻠﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻬﺎ ( ﺃﻱْ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻌﻠﻮﻻ ) - ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺃﺻﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺨﺔ، ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻌﺒﺎﺭﺓ ( ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﻤﻲ ) ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﺎﻩ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺳﻨﺔ 1292 ﻫـ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻮﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺦ ﻭﺑﺎﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ – ﺇﻥ ﻟﺰﻡ ﺍﻷﻣﺮ - ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﻭﺻﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ : ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺷﻴﺨﻨﺎ " ﺍﺑّﺎﻩ " ﺑﻤﺨﺘﺼﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﺃﺭَﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ، ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺟﺰﺀﺍﻥ ".
ﻭﻓﻲ ﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤَﺪ ﻣﻦ ﻛﺘُﺐ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ": ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ".
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ( ﺍﻟﺪﺍﻩ ) ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﻨﻘﻴﻂ ﻟﻴﻨﻘﻞ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ( ﺕ 875 ﻫـ ) ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻜﻤﻞ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﻛﻤﺎﻝ، ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏٌ ﺟﻠﻴﻞ . ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺡ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻵﻥ ﺃﺗﺖ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ .
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ : " ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺤﻢ – ﻭﻫﻮ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ - ، ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻘﻴﻪ ،ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﻮﺍﺯﻝ ﺍﻟﺒﺮﺯﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ، ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺪﺍﻩ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺎﻝ :- ﺇﻧﻪ ﺃﺩﺭﻛﻪ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻨﻪ ".
ﺛﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ": ﻋﻨﺪﻱ ﺟﺰﺅﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﺎﻩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻴﻨﻘﻞ ﻟﻨﺎ ".
ﺗﻠﻚ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺭﺣﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻊ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻐﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻫﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻐَﻒ ﺫﺍﺗﻪ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻪ ﻭﻻﻧﻬﺎﻳﺔ .
الدكتور محمد عبد الرحمن بن حمان