بيت الشعر ينظم ندوة حول "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي" بمناسبة يومها العالمي

خميس, 12/18/2025 - 21:16

نظم بيت الشعر- نواكشوط مساء اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 بقاعة الأنشطة العامة ندوة فكرية ضمن سلسلته "إشراقات علمية وثقافية" التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهم قضايا الساعة المعرفية والعلمية من منظور الفكر العربي المعاصر، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم العالمي للغة العربية التي يكرس بيت الشعر-نواكشوط خدمتها وترسيخها لغة إبداع وإنتاج حضاري انطلاقا من الرؤية الشاملة التي يتبناها بيت الشعر-نواكشوط وجاءت الندوة تحت عنوان <<اللغة العربية والحوسبة: من الحاسوب إلى الذكاء الصناعي>>. وقد استضافت الندوة الدكتورين: أحمد محمد محمدن، وحدمين إسلمو الشيخ.

وقد افتتح الندوة مدير بيت الشعر نواكشوط الدكتور عبد الله السيد مرحبا بالضيوف وموجها بالمناسبة التهنئة مع التحية والشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى عضو الشارقة، مشيرا إلى مشاريعه في خدمة التمكين الحضاري للغة العربية وتهيئتها لمواكبة التحديات الراهنة والمستقبلية وفق رؤية شمولية جسدتها جملة من المشاريع العلمية الكبرى من أبرزها: "معجم الشارقة"، وإطلاق بيوتات الشعر العاملة على احتضان الثقافة والإبداع العربيين.
تن المحاضرة الأولى  قدمها الدكتور أحمد محمد، حاصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعة UCAD بدكار، يعمل أستاذًا باحثًا بكلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط، ويشغل منصب منسّق ماستر نظم المعلومات والشبكات بالكلية. وقد تناول الفروق الجوهرية بين الحوسبة التقليدية والذكاء الاصطناعي. ووضح أن الحاسوب التقليدي ينفذ أوامر محددة مسبقاً بمنطق ثابت، في حين أن الذكاء الاصطناعي يحاكي القدرات الذهنية البشرية كالتعلم والفهم واتخاذ القرار في ظل بيانات غير كاملة أو متغيرة.
وركز المحاضر على الاستخدامات الأساسية للذكاء الاصطناعي في مجالات حيوية، من أبرزها مجال الثقافة والفنون عبر استخدام النماذج اللغوية الذكية في إعادة اكتشاف التراث النصي العربي وتحليله، وإمداده بالبيانات والمعطيات اللازمة لفهم الخصوصية اللغوية والسياقية.

أما المحاضرة الثانية فقدمها د. حد أمين إسلم الشي حاصل على دكتوراه سلك ثالث من الجامعة التونسيةفي اللغة العربية وآدابها يعمل أستاذا بكلية الآداب ومدير مركز تدريس العربية لغير الناطقين بها.
حيث استعرض بشكل تحليلي المراحل التاريخية لبداية دخول اللغة العربية إلى عالم التقانة الحديثة، مبتدئاً بالمرحلة التأسيسية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وتتبع المحاضر هذه الرحلة عبر المحطات الرئيسية مركزا على مرحلة الترميز والأبجدية التي تمثلت في التحديات المبكرة لتمثيل الحروف العربية ذات الأشكال المتعددة في ذاكرة الحواسيب، ووضع معايير الترميز الأولى. كما نوه بالمبادرات الأولية التي خدمت اللغة العربية في هذا السياق. 

شهدت الندوة حضورا نوعياً ضم أساتذة جامعيين  وطلاباً وباحثين. وقد أثارت المداخلات نقاشاً ثرياً حول الأبعاد الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكيفية توظيف هذه التقنيات في حماية الهوية اللغوية والثقافية، بالإضافة إلى تساؤلات حول مستقبل البحث اللغوي العربي في ظل هذه التحولات التقنية المتسارعة.