مذكرات شخصية تكتبها القصائد في بيت الشعر بالشارقة

ثلاثاء, 08/19/2025 - 21:38

 

ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025، شارك فيها كل من الشعراء: محمد المعشري من سلطنة عمان، قمر صبري من سوريا، محمد محمد عيسى من مصر، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور متنوع من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
قدم الأمسية الإعلامي محمد المنصوري، الذي استهل تقديمه بالترحيب بالحاضرين، رافعا الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته لمنابر الإبداع، وقال: " نجتمع الليلة في هذا البيت، بيت الشعر، في مقره الجديد الذي يفتح أبوابه للبوح، ويصغي لشدو القوافي، ويحتضن عشاق القصيدة من كل الأوطان ، فباسمكم جميعاً، نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، راعي الكلمة النقية، وحامي منابر الإبداع.".

افتتح القراءات الشاعر محمد المعشري، الذي تناول مواضيع شعرية وعاطفية، ففي قصيدته " مذكرة شخصية جدا" يقدم تجربة الشاعر وتساؤلاته ورؤاه منذ طفولته حتى نضوج تجربته، يقول:
للطفلِ.. يَحملُ للسؤالِ: سؤالَا
ويَقولُ.. ثمَّ يضيعُ في ما قالَ

للطفلِ يَفتحُ للحياةِ ذراعَهُ
في حين تُلْبِسهُ هي الأغلالَ

من ضِحكتَينِ على الرصيفِ يلُمُّ
أحلامَ الطريقِ ويكملُ الترحالَ

وجاءت  قصيدته "صورة واضحة لوجه ضبابي" في نفس السياق، حيث يرسم من خلالها بورتريه للشخصية الشعرية، فيقول :

من غير أن يأسى، ولا أن يفرحا
قالَ: انكشفتُ على القصيدةِ، وامَّحى

وجهًا كأنَّ الذكرياتِ تشكَّلتهُ
فصارَ أغمضَ ما يكونُ وأوضحَا

نَقشَت عليه الأغنياتُ ولم يكنْ 
مُستوضِحًا منها ولا مُستوضَحا

لا يحملُ الكلماتِ.. يحملُ ما تُكِنُّ
ولا يمثِّلُ كان وجهًا/ مَسرَحَا

 بعد ذلك، قرأت الشاعرة قمر صبري بعض نصوصها، وتناولت في نصها "الشام" موضوعا وطنيا من خلال مدح مدينة دمشق، فقالت:
سأصوغ حرفك علّه يتسامى
مذ أن رأى حرفي وقال سلاما 
 
حرفان من لغة التضاد تجمعا
ألِفا الخروج عن النصوص وهاما 

من أدرك التأويل حرر شِعرها   
وبشعرهِ سنحررُ الأقلاما 

لما نعيد النص كي نزن الدجى
وهجاً فينبثق الضحى إلهاما

ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان  "بنت الشام"، جاءت في نفس الموضوع وتناولت هموم المرأة السورية، فقالت فيها:
على صوتِ كلِّ الأرض يطغى نداؤها
ويكسرُ ظهرَ العاشقينَ انحناؤها

من اليأسِ تخشى منْ تمزُّق روحنا
فيكسو زمانَ البُغضِ حُباً رداؤها

إذا فرّقتْ بين الأشقاء محنةٌ
إلى الحاء ملءَ الكون تمتد باؤها

إذا جفَّ عطرُ الوردِ يندى حنانها
يلقِّحُ أنفاسَ الورود هواؤها

واختتم الأمسية الشاعر محمد محمد عيسى، الذي ألقى قصيدة "سيرة الشعر" ، والتي استلهم فيها تشكلات القصيدة من وحي الطبيعة، وقال في مطلعها:
قرَأْتُكَ فِي  جِبينِ الصُّبْحِ طَلْعًا
وَنَعْنَاعًا،  وَزَيْتُونًا،  وبُرَّا

وَشَيْئًا مِنْ  خُلاصَةِ  ذِكْرَيَاتٍ
دَعَتْكَ  لِأَنْ تَكُونَ بِهَا أَبَرَّا

جَمِيعًا قَدْ تَلاقَتْ فِي فُؤَادٍ
لِتتَّخِذَ الْفُؤادَ لَهَا مَمَرَّا

إِلَى  قَلْبِ الْحَيَاةِ  تَصُبُّ  نَهْرًا    
ومِنْ قَلْبِ الْحَيَاةِ  تَعُودُ  نَهْرَا

كما ألقى أيضا نصا ثانيا بعنوان " سيرة الشاعر "، تناول فيه أحلام الشاعر ورؤيته الداخلية وعلاقته بنصه، فقال:
لأَنَّكَ مُشْرَعٌ حَيَّاً وَمَيْتا
وسرٌّ، كُنْتَهُ أَوْ كَانَ أَنْتَا

 بقيتَ تُنازلُ الأَحلامَ فَرْدًا 
وَفِي سَاحِ الْمَوَاجِدِ مَا اخْتفيتَ 

تَحُوكُ لِهارِبٍ مِنْ وَجْنَتَيْهِ 
كِساءً لَا يُغادِرُ مَا اكْتَسَيْتَ

لأَنَّكَ كُلُّ هَذَا الدَّرْبِ؛ تَحْيَا  
بِدَاخلِ كُلِّنَا مَهْمَا انْتَأَيْتَ
لا سرّ عندي ولا في جُبّتي راهبْ 

 وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.