حين يُذكر المختار السالم

ثلاثاء, 05/06/2025 - 19:29

كبرياء رجل

 

 

سيدي الشاعر والإعلامي الكبير،

حين يُذكر المختار السالم، تُطأطئ الحروف هاماتها، وتنتظم الكلمات في هيئة وقار، كأنها تتهيأ لموكب لا يليق به إلا الجلال.

الكتابة عنك ليست مغامرة في المجهول، بل سفرٌ في خرائط الضوء، حيث تتسع المدارك وتتوهّج اللغة وتستقيم العبارة. لا لأن الحديث عنك سهل في ذاته، بل لأن كثافة المجد الذي تتكئ عليه تُفيض على القلم أسباب السلاسة، وتغمره بمعاني التيسير.

أيّها الفذّ، ما من سطر يُكتَب فيك إلا وكان مسبوقًا بخفقة احترام، وما من وصف يُستحضَر إلا وارتبك بين ضيق العبارة وسعة المقام. فأنت الشاعر الذي ينهض البيت عند بوحه كما تنهض القبيلة في صوت فارسها، وأنت الإعلامي الذي لم يخلط بين الحبر والهوى، ولم يُقايض الحقيقة بظل الميكروفون.

كيف لا تتهيّبك الحروف، وقد وضعتَ بصمتك في ذاكرة الوطن بمؤلفات ستظل نبراسًا للأجيال:

سراديب في ظلال النسيان، القيعان الدامية، موسم الذاكرة بطبعاته الثلاث، زمن الأنفاس المهجورة، وجع السراب، في ظلال الحروف… وكلّ عنوان منها عرينُ فكرة، ووشمُ هوية، ومرافعةُ وجود.

أما الجوائز – وأنت أكبر من أن تحصرك الأوسمة – فقد انحنت بين يديك أول جائزة رسمية للصحافة في موريتانيا، وتوجتك شنقيط، لا بوصفها جائزة، بل بوصفها اعترافًا من التاريخ بأنك من القلائل الذين يكتبهم الزمن، قبل أن يكتبوا عنه.

فلا غرو إن تسهل الكتابة فيك، فمثلك يهيئ للحرف مقامًا، وللعبارة منبرًا، وللمعاني سقفًا لا يُطاول.

كامل الود، وتقدير لا تستوعبه الكلمات.

 

(تدوينة)