عيد النصر
هذا يومنا نحن .. يوم نصرنا الكبير ..
هذا هو يوم حريتنا الحمراء التي دققنا أبوابها بكل يد مضرجة و حطمنا لها بأسناننا و أظافرنا سرادق النيران التي أهلكت حرثنا و نسلنا ...
لا تستمعوا لمُنَقص أو منغص أو مشكك يهرف بما لم يعرف ..
لم ينهض عندنا لحمل لوائها المقدس عمر المختار و لا عبد القادر و لا السنوسي و لا علال .. لكن معجزة أرض اللثام تثوي في تحطيم المألوف المعروف فكما كذبت العبقرية الملثمة جدلية المدينية و الحضارة بـ"أعجوبة ظهور العيس" فقد تجاوزت مقاومة الغازي المخالف في الملة مألوف التنظير للألوية الجامعة و الكتائب المنظمة المدربة ..
لقد كان هناك قائد عام في عموم الصحراء تجلجل كلمته مجالا فسيحا من جزيرة "تيدره" غربا حتى تخوم تيمبكتو شرقا و من مشارف درعة و سجلماسة شمالا حتى أخصاص دارا و مضارب اللوغة جنوبا .. صحيح أنه كان "ملثما" لكن "أمره " كان حيا قويا في كل مهجة صحراوية .. في كُتَّاب سوننكي يتضعضع له قلب مغوار أشقر مدجج بآلة تدمير جماعي ، و في " أغباد" تتجاوب به جنبات كهف مهجور على جبال "تغانت" أو الحوض أو آدرار أو تهتز له غصون شجرة تنفخ من تهتها الرياح في روابي و أودية و آكام "أفله" و "آفطوط" و اترارزه و الحوض و العصابه و أينشيري و "أوكار" ، أو في نغمة من "عراي اسروز" تضع مهجة بطل مؤمن مغوار على فوهة بندقية فتحولها من لعبة صيد إلى صبوة جهاد تطلب الموت ملحاحة في سبيل الله و الحمى ..
لقد كان اللواء يا سادة معقودا في عواطف الخود و عقول " الأسل الظماء " لمادا كان قلب الضابط المدرب في كليات الحرب المدجج بالقنابل المسلح بالخطط يطير لأثر قدم طفل حاف أو حافر فرس أو منسم جمل في مفازة صحراوية ؟
المجد و الخلود للعلماء الفقهاء و للأبطال المقاتلين دفاعا عن الحمى
و التقدم و الازدهار لموريتانيا الملثمة و السافرة
و " يا موريتان اعليك امبارك الاستقلال"
و تحية .. خير تحية لرجل موريتانيا القوي الذي أخرج المسألة من التحليل الممل و التنظير المخل فأطلق مبادرة تثمين بطولات المقاومة حتى انصبغت الواجهات برمز الحرية الحمراء التي دققنا أبوابها نحن أيضا بكل يد مضرجة و حطمنا لها بأسناننا و أظافرنا سرادق النيران التي أهلكت حرثنا و نسلنا ...