دندنة !!! / ذاكو وينهو

سبت, 07/11/2020 - 22:34

 

تظل الخلفية الثقافية والمرجعية الفكرية سائدة في الكتابة رغم مستوى المتكلم ورغم الانصهار الذي يعرفه المجتمع بصورة عامة بحكم المدينة ، و المدنية ، والتعايش ، والذوبان النسبي للخصوصيات...

في هذا الموضوع المتشعب والغامض أحيانا اكتشفت أن ما اطلعت عليه على الأقل من مدونة الشعر الحساني تسود فيه أغراض مثل المدح (مع المديح النبوي) والهجاء والغزل ...

لاحظت أن نسبة كبيرة من الغزل ظهرت عموديا ، بينما انتشرت الأغراض الأخرى أفقيا ، هل هو احتكار أم احتقار ؟؟ أم أن الغزل غرض مدلل و ترف أحاسيس ، ينبغي أن يظل في دائرة الاستبداد العاطفي ؟؟

في موضوع التبراع ، وهو أدب نسوي جميل وبليغ تنفست به المرأة سرا ، نسوة يجتمعن خفية ويحررن خلسة بعض مشاعرهن في بنية فنية رقيقة تسري بسرعة وتبقى القائلة مجهولة أو معروفة في دائرة ضيقة جدا....بنية التبريعة : سطرها الأول قصير يتناغم و خوف المرأة و التفاتها يمينا و شمالا لتطمئن بانعدام الرقيب ، و سطرها الثاني طويل لأنه يصور ارتياحها بعد التحقق من الأمان ، حتى هذا الفن المتميز و الخفيف المكتنز ظل بنسبة واسعة يسلك نفس المسار...قلق فكري قاد إلى إشكال :

عشنا قضية المرأة ، حريتها و حقها في المساواة ، تعلمت و حصدت أعلى و أرقى الشهادات في مختلف فروع المعرفة ، و زاحمت الرجل في الوظائف و الاستحقاقات و المواقع السياسية ، و أظهرت أنها ند كفاءة و أمانة ,,,,

لكـــــــــن المرأة شاعرة و كاتبة ظلت غائبة في عالم العطف ، فلماذا لا تعبر عن مشاعرها العاطفية نحو الرجل ؟ ؟؟ هل أعدمت الحياة الجديدة تلك المشاعر و زرعت في المرأة قلبا من حجر ؟ لماذا لا نقرأ اليوم لشاعراتنا قصائد حب في الرجل فيخرجن من عصر الوصاية الشعرية عليهن ؟؟؟ متى تبقى المرأة محرومة من جواز سفرها إلى تلك الأرض المقدسة و متى نراها فاتحة لا فاتنة في أرض الرجال؟؟؟