ـــ قِف هَهنا
قبلَ الدخول...
لديك تذكرَةٌ إلى القُرّاءِ؟
قِفْ
ما تحتَ إبطِكَ؟
فوق قلبكَ؟
ــــ إنّني أتأبَّطُ الأوراقا!
ــــ أوراقَ ماذا؟
ــــ إنّها شِعْري...
رُؤايَ...
مواقفي...
وعوالمي...
تتنفسُّ الأشواقا!
ــــ من أين جئت؟
وأين تمضي؟
ــــ إنّني أدمَنْتُ، مذْ فتحَ الوجودُ عليَّ عينَيه،
الرحيلَ...
أطاردُ المعنى:
فمِنْ حاءٍ إلى باءٍ،
ومِن باءٍ إلى حاءٍ،
تُـطوِّحُ رحلتي.
ما أوسعَ الآفاقا!
أوَراجلًا تطـوي المدى!
اُنظرْ عميقا:
أيّ صعلوكٍ أنا؟!
إنّي خلعتُ النعلَ
بالوادي المقدَّس،
واتّخذتُ الحرفَ: رحْلًا...
زورقا...
وبُراقا!
ــــ ما مهنةُ الصعلوك؟
ــــ أكتبُ أحرُفا...
مهما تعدَّدَ شكــلُها
حاءٌ وباءٌ أصـلُـها
لامٌ ــــ مع الألفِ المديدَةِ ــــ فَصـلُها
لم تمتهنْ للظالمين نفاقا!
ــــ قِفْ... مَن تأبّطَ شِعرَه
متلبِّسًا بالحرف "لا"
فلقد تأبّطَ شرّهُ؛
أحياءُ يَعرُب لم تزلْ رَصَدًا
على كلِّ الصعاليك الذين تأبّطوا
مُـثُـلَ الحياةِ!
فقِفْ هنا!
لو كنتَ حِرباءَ العهودِ
وزامِرًا يقتاتُ ــــ من رئتَيه ــــ ريحَ حياته،
ويحيلُ كلَّ مواهِب ــــ رُزقَتْ لهُ ــــ أبواقا؛
لو كنتَ تحمل مِلءَ كفِّكَ دولةً تتأبَّطُ الأموالَ...
تنتعلُ الرجالَ...
تدوسُ آلامًا وآمالًا؛
أبَحتُ لكَ العبورَ
ولم أُطِقْ إغلاقا.
ــــ افتحْ طريقي!
***
ثارت الأوراقُ
تحمي مَن تأبَّطَها عُقودا.
ضجَّ شيطانُ القصائدِ.
فارَ حَرُّ الحاءِ...
بَحْرُ الباءِ
طوفانُ الرؤى
فإذا أنا
فُـلْـكي على "الجوديّ..."
اقرأ
ــــ مِلءَ أسماع الدُّنا ــــ
أنشودةً عنوانُها:
"بُعدًا لمن سرقوا الحياةَ
وشوّهوا فيها الجمَالَ...
وحاربوا الإشراقا!"
***
هذا أنا.
سأظلّ ــــ رغم المُرجِفينَ ــــ
أنا أنا!
أبني الحرُوفَ صِناعةً؛
أتأبَّطُ الأوراقَ: أسلحةَ البناءِ الشامل الخضراءَ؛
أعتقدُ المحبّةَ شِرعةً؛
أحيا وأفنى في الجمالِ؛
أقدّسُ الإبداعَ؛
أعبدُ ــــ وَحدَه ــــ الخلّاقا.
هذا أنا.